وحدكَ ، وأنت ، والعاصفة
وحــدكَ الآن
وساعة للبحر
وما قرأت من رملٍ
على كفّ العاشقة
وأنت ...كما أنت
والمساء الذي يحمل على ظهره
بوابة الفجر المؤجل
وأنت ثانية
ومن عاد إليك منك
ونوارس تستفيق على يديك
أنت
...
وذاكرة تحمل قلبك
في مخالب طيورها الجارحة
وهدهد تُعطيه خلف الريح عينك
لتجمع من عشبة
تربَّت في الخيال
صورتك
وعفريت يجيء بك
على عرشٍ من الدمع
كُلّما ارتدَّ إليك طرفك
****
ساعة للبحر تكفي
لكي يُجَمِّلَ السرابُ الأمامَ
ويصحو عدوك الماضي أمامك
ساعة تكفي
لتأوي إلى بئرِ
وتعرف إخوتِك
وتُصنِّفَ على ركبتك أعداءَك
والعاطفة
*****
وحدك الآن
وأنتَ
والذئب
وحوت الغياب
وصورة وجهك المكسّرِ بالموج
والظلمات الثلاث
والجهات المقفلة
وأنت
وما ابتلعت عصاك على الطريق
وذاكرة
وطيورها الجارحة
وأنت
والأنبياء الراحلون
وآية الكرسي
وأمُّكَ
...
وما ترتدي من دمعها
على هيئة البسملة
ولا يطمئن البحر لساعديك
وتهدأ العاصفة
وحدك
وما تبقى منك في توبة الأنثى
على سجادة العاطفة
وحدك .. وأنت
ومازلت تحلم بزواج فراشة
على يديك
وانشطار الضوء من حجر
على صدرك
لتبصرَ من مشرقين ضائعين
وجهكَ
أو بلادك
وحدك
وأنت
وأنت تحفر بدمعكَ خندق الماضي
لتحمتي من رياحه فيك
تعِدُ فارسَ الحلم خلفك
بسواري كسرى
وانهيار الغياب
*****
ساعة للبحر
كي تمرَّ اليابسة
ويأوي إلى صنوبر الراحلين
سرب النحل
ليلسعك التأمل
ويتورم الماضي أمامك
كم هجرة منك إليك؟!
وكم فدائي فيك
غطى رحيلك عنك
لترش بتراب الحلم
عين حصارك
وتحقن عن قبائل الغياب دمك؟!
كم هجرة منك
وأنت تُفَتِّشُ في صحرائكِ
عن قِبلةٍ
تؤرخ فيها رحيل الحصار؟!
قد خدعتك العنكبوت
ولم يَصْدُقك اليمام المهاجر منك
باتجاه الأحبة
كي يعيد إليك روحك
بماذا ستوصي نشيدك
ولم تبلغ للياسمين رسالتك؟
قد داهمك الوداع
ولم تحجّ إليك
لتكمل هجرتك
وتعود منتصراً عليك
وتهدأ العاصفة
لا تصفح عن الماضي
وإن بايعك الأمام
سيحاصرك الحنين برمله
وبألف سراقة يتبعك
ولامغارة تأوي إليها
لتظفر بدمعة عذراء
تمسح عليك بنورها
كي تبرئك
ولن تهدأ العاصفة