نافذة تطل على نفسها
في عيون أمي
ونافذة مفتوحة للشمس
من وجه أمي
وحين تتشمس الأرض في عشبها
تركض إلى نهر من هديل تربى
على كف أمي
وللأرض أيضاً
منذ انشطرت دمعة أمي
دورتان
دورة حول شمس تضيء أحلامها
من دعاء يقفز من صدرها
كطفل يضحك باتجاه السماء
ودورة حول شمس
تنام في غرفة زجاجية
من خداج الرحيل إلى الآخره
هنا حيث
أكملت هديلها
وترقد العاطفه
ما أجمل أمي!
ما أجملها نائمة!
ما أجمل طفلة الآخره!
تنام في يديها
الحياة
ولاشيْ أبيض
غير وجهها
المعبأ بالياسمين
وبالصلاة ...
إذن تنام الحياة
ولا شيء يصحو
لاخطف منه
بعض الهواء الذي يئن
في صدرها
في محاولة التنفس
وأتنفسه أملاً
إذن تنام الحياة
ولا شيء يطل عليً
غير موت على فرس
يدق في القلب حافره
حين أصير لصا
وأستل الكلام
من عيون الممرضة الصامته
ما أجمل أمي!
ما أجملها نائمة!
يا أميً
الارض
والبحر...
والشمس ...
والنافذة...
لم نتفق بعد
لأسوي من الدمع قنديلا
وأغري نهاري ليأخذني
الى آخر العمر
وأستدل في ظلام وحدي عليّ؟
كيف أخدعني
لأحيك
بعدك
ثوبي في عراء الرحيل
ونمشي سويًا؟
لم نتفق بعد
لأسوي من الحزن منديلا
وأخفي سوءتي
عن ضربة الرثاء القاسية
مازال عظمي طريَا
مازلت أمتص حليب الدعاء
لأبصر من إيمان عينيك نورا
يرقيني من وحشة الطرق الغامضة
لم نتفق بعد
لم أجهز سلاحي
لمواجهة الغياب
لم أتعرف على عكازتي
لكي تستوعب خطوتي بعدك
هذا الخراب
وتحملني إلى حزني
بحجم العاطفة
ما أجمل أمي!
ما أجملها نائمة!
ما أجمل هذا التراب الذي يضحك
للياسمين على جوانب قبرها
ما أجمله
حين يهزمني
ويأخذ سيفي من يديَ
يغري الطيور بآية الكرسي
على جبينها
ويصير أعلى
يدعو الورود لتنمو تحت أقدامها
على نهر مزاجه زنجبيلا
وتصير أحلى
اشرب ما شئت يا تراب
فأنت الآن أقوى
وافتح فضاءك للطيور
ورتٍل ماتيسر من جبينها
آياتك العاليه
افتح فضاءك
وأحفظ مكاني قربها
واحفظ لها هذا الجميلا
عما قريب
سيحملني رف الحنين اليها
وأطوي الرحيلا