اللوتس : قد تكون زهرة اللوتس أجمل زهرة خلقت على وجه الأرض فلونها متألّق وعطرها قوي جدا.
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
اللوتس نباتات مائية، أزهارها العطرية الوفيرة، وأوراقها الكبيرة الأخاذة تضفي من الغرابة على أي حديقة مائية الكثير من الجمال .
ويقال إن من يشمها تبقى عطرها مدة 4 ايام متواصلة .
كل أزهاراللوتس تزهر في الماء حيث تتفتح أزهارها عند الفجر وتقفل عند الغسق طوال خمسة أيام،عندما يولي اليوم الخمس تسقط بتلات الزهرة ليظهر مكانها قرنة خضراء لبية تنحني نحوالماء وتلقي بذورها، لتبدأ دورة حياة جديدة.
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
تزهر نباتات اللوتس المصري من بداية الربيع وحتى نهاية الخريف
أصل الاسم :
قد يكون أصل الكلمة إما :
كلمة إغريقية الأصل وهي جمع كلمتين بكلمة :
اللو = تعني الحب .
تس = تعني الجمال .
و قد يكون الاسم مشتقاً من كلمة "لوتاز" الاسم الذي أطلقه اليونانيون على هذه النبتة.
الموطن الأصلي و التاريخ:
وجدت فى جنوب اسيا وقدمت الى مصر قبل 2500 سنه تقريبا .
تعيش هذه النباتات في المنطقة الشرقية لأمريكا الشمالية وفي آسيا الغربية واستراليا، ويصل ارتفاعها إلى ثمانية أقدام في المرتفعات ذات المناخ الدافئ .
ظهرت رسوماتها في اغلب الأحيان في الفن المصري القديم و الهندسة المعمارية .
و قد اعتبرت زهرة مقدسه من قبل القدماء و اعتبروها رمزا للخلود والإحياء حيث أنهم شهدوا ارتفاع زهرة اللوتس من قاع مجارى المياه الجافة وازدهارها و تفتحها لأن لها أسلوباً و قدرة متميزة على سرعه النمو والإزهار .
استخدم المسلمون أزهار اللوتس في عمارة المسـاجد حيث نجد اغـلب مآذن المساجد الفاطمية مصممه في نهايتها على شكل كاْس زهرة اللوتس0
جعلها الفراعنة علامة الحزن والفرح .
في حالة الحزن تكون زهرة اللوتس مقفولة وفى حالة الفرح تكون مزهرة ومفتوحة والدليل على ذلك موجود في معابد الأقصر ( الرمسيون ـ و بهو الأعمدة) .
و لشده انبهار الفراعنة بزهره اللوتس جعلوها من ضمن آلهتهم(نفرتم) .
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
مكانتها :
حظيت هذه الزهرة بالوقار في كل أنحاء العالم.
ولم تحظ أي زهرة بالقيمة التي حظيت بها هذه الزهرة الرائعة كونها مزروعة من أكثر من 2500 عام ،
كما أجبرت الكثيرين على احترامها كزهرة تنصهر فيها الحضارات.
و في الهند و خصوصا كشمير كانت حدائق أباطرة المغول القدامى مليئة بهذه الأزهارالرائعة.
أما في شمال الهند فقد أثبت علماء الآثار أن هذه الزهرة كانت رمزًا لأكثر من خمسة آلاف عام .
وباكتشافها على جدران الأهرامات كانت تشكل رمزًا مصريًّا مهمًّا أيضًا.
وبلغ تكريم زنبقة النيل إلى الحد الذي جعل الجيش المصري القديم أن يتخذها شعاراً له.
كما كانت زهرة اللوتس رافداَ للإبداع الفني والمعماري ففي النقوش المرسومة على مقابر طيبة وجد رسم لقارب يشق طريقه خلال المياه وتمتد يد صبية لتقطف إحدى أزهاراللوتس غير المتفتحة بعد. ويلاحظ أن قمم الكثير من أعمدة المعابد المصرية القديمة تتخذ شكل أزهار اللوتس أيضاً.
و برج القاهرة الذي تم بناؤه بين عامي 1956 - 1961 من الخرسانة المسلحة على تصميم زهرة اللوتس المصرية
الزراعة :
يتكاثر اللوتس بالبذور .
تبقى البذور في حاله سكون أثناء الفصول الباردة و الجافة من السنة و تنمو فقط في الظروف المناسبة لنموها .
الأنواع :
للوتس أنواع كثيرة اشتهر منها ثمانية أنواع رئيسية عرفت لدى الإغريق واليونان باسم اللوتس .
و اشتهر في مصر ثلاثة أنواع :
1 ) اللوتس الأبيض وكانوا يسمونه سشن و سسن .
تتفتح ازهاره ليلاً و تغلق صباحاً .
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
2 ) اللوتس الأزرق الذي عرفوه باسم سارات و يعرف باسم البشنين العربي أو آكل النمل لأنه يقتل النمل الذي يقترب منه .
على العكس من الأبيض : تتفتح أزهاره في الصباح و تغطس تحت الماء في المساء .
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
3 ) اللوتس الأحمر وكانوا يسمونه نخب وعرفه العرب باسم الباقلي القبطي وهو من أصل هندي وتتميز زهرته بلونها الأحمر.
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
أساطير اللوتس :
عند الهنود :
اللوتس أكثر الأزهار التي يحتفى بها في الهند منذ أزمان سحيقة وحتى وقتنا الحاضر، ولها مكانة كبيرة في الفنون والثقافة الشعبية، وتلعب دوراً بارزاً في طقوس الديانات الهندية.
و اللوتس المقدسة هي زهرة البوذية ، وتحتل مكانة مهمة في الحكايات والأساطير المتعلقة بـ "بوذا" مؤسس الديانة البوذية والذي جعل منه أتباعه إلهاً.
و الاعتقاد الديني السائد أن بوذا جاء إلى الوجود من زهرة لوتس طافيةعلى سطح الماء. وكثيرا ما يُصَّور بوذا متربعا على عرش أساسه زهرة اللوتس، التي كان يحبها.
ولقدسية اللوتس عندهم تقول أساطيرهم: حيثما وطئت قدما بوذا الأرض، تفتحت زهرة لوتس.
و اللوتس لديهم عنوان لليقظة الروحية ورمز للنقاء والطهارة، فعندما ترتفع زهرة لوتس على المياه الطينية الموحلة التي تنمو فيها، تبقى محتفظة بنظافتها وجمالها. وعادة ما توضع رسومات زهرة اللوتس في المعابد البوذية.
اللوتس زهرة الخلود العمر المديد الحب
عند اليابانيين :
وحسب الأساطيراليابانية فأن "نيچيرين (والتي تعني لوتس الشمس) حَبَلَتْ بعد أن رأت في منامها شروق الشمس من زهرة لوتس، ونيچيرين هي التي نقلت الديانة البوذية إلى اليابان في القرن الثاني عشر.
عند الصينيين :
وفي الصين تقطف براعم أزهار اللوتس غير المتفتحة وتقدم كقرابين للإله "كوان ين" وفي الميثولوجيا الآسيوية ترمز إلى رحم المرأة الذي تنبعث منه الحياة الجديدة.
عند المصريين القدماء :
تقول الأسطورة :
في البدء، كان السديم يعمّ الأرض، والفوضى عارمة، والظلام يلامس وجه الماء، عندها انبثقت زنبقة ماء من اللج، وببطء تفتحت تويجاتها ليظهر الإله الطفل جالساً في قلبها، نفذت رائحتها العطرة لتعشش على الماء، وشعّ نور من جسد الطفل ليبدد الظلام الدامس. ذاك الطفل هو إله الخلق، منبع كل حياة إله الشمس "رع". وفي نهاية كل نهار تَغلقُ زنابق الماء البدائي تويجاتها، لتسود الفوضى طوال الليل حتى يعود الإله الخالق إلى قلب زنبقة الماء، ولكي يحمي إله الشمس ضياءه من الانطفاء كان يبقي عينيه مغمضتين يحيط نفسه متلفعاً بزنابق الماء.
ما أراد المصريون القدماء أن ترحل أجسادهم بعد الممات سواء إلى الجنة أو النار، بل كان طموحهم هو أنتحلّ في جنائن "رع"، حيث تنبت من تراب أجسادهم زهرات لوتس.
وقد وجدت بقاياها تغطي جسد توت عنخ آمون عند فتح قبره في العام 1922 .