قال شوقي في المعلّم :
قُـمْ للمعلّمِ وَفِّــــهِ التبجـــيـــــــــلا كـادَ المعلّمُ أن يكـــــونَ رسولا
أعلمتَ أشـــرفَ أو أجلَّ من الذي يبني وينشئُ أنفـســاً وعـقـولا
ســـــــــبحـــانكَ اللهمَّ خـيرَ معـلّمٍ علَّمتَ بالقـلمِ القـــــرونَ الأولى
أخرجـتَ هذا العقــــلَ من ظلـماتهِ وهديتَهُ النـورَ المبينَ ســـــبيلا
إنَّ الشجاعةَ في القلــــوبِ كثيـرةٌ ووجدتُ شُـــجعانَ العقولِ قليلا
ونِيَتْ خُطـَى التعليمِ بعـد محمّــــدٍ ومشى الهوينا بعد إســماعيـلا
تجدُ الذين بـنى المسلّـةَ جــــدُّهم لا يُحسـنونَ لإبرةٍ تشـــــــــكيــــلا
الجهـلُ لا تحيـا عليـهِ جماعـــــــةٌ كيفَ الحياةُ على يديّ عــزريلا
تُسدي الجميلَ إلى البلادِ وتستحي من أن تُكافـأَ بالثنـاءِ جـمـيـــــلا
ويقيم منطقَ كلّ أعـوج منطــــــقٍ ويريه رأياً في الأمـورِ أصــيـلا
قل للشــــبابِ اليومَ بُورِكَ غرسكم دَنتِ القطوفُ وذُلّـِلَتْ تذلــــيـلا
ردّ إبراهيم طوقان على قصيدة أحمد شوقي قائلاً :
شوقي يقول وما درى بمصــيبتي " قم للمعلم وفـّــــــــه التبـــــجــيلا"
اقعـــــــــد فديتك هل يكـون مُبَجَلاً من كان للنشء الصّـغـــار خـلـيلا
ويكـــاد يفـلقني الأمــيـــــرُ بقوله " كاد المعلم أن يكـون رســــــــولا "
لو جــرّب التعليم شــوقي سـاعـة لقضى الحياة شـقاوة وخــــمـولا
حســـــبُ المعلّـــــم غـمّــة وكآبـةً مرأى الدفاتــــــر بكــرة وأصـيـلا
مئـــة على مــئة إذا هي صُلّحـَـت وجد العمى نحو العــيـون ســبيلا
ولو أن في التصليح نفعاً يرتجـى وأبيك لم أكُ بالعـيــــــون بخـيــلا
لكن أصَلّـــح غلـطةً نـحــــــويـــةً مثلاً وأتّخـــــِذُ الكتــــــاب دلـيــلا
مستشــــهـداً بالغــرِّ مـــن آياتـــه أو بالحديث مفصَــــــلاً تفـصــيلا
وأغوص في الشعر القديم فأنتقي ما ليس ملتبســــــاً ولا مــبــذولا
وأكاد أبعث ســــــيبويه من البلى وذويه من أهــل القـــرون الأولى
فأرى حمـــــــــــاراً بـعـد ذلك كله رفع المضـاف إليـه والمفـعــــولا
لا تعجبوا إن صحـت يوماً صيحة و وقعت ما بين البنـــوك قتــيـلا
يا من يريد الانتحــــــــار وجـدته إن المعلّم لا يعيـــــــش طـــويلا !