اذا
كان الكلام من فضة فالسكوت من ذهب، مثل ينطبق في جميع أنحاء المعمورة لأن
فيه من الحكمة الكثير. يكون الصمت أحيانا أفضل حل لمشكلة أو نقاش حاد عقيم
لايفيد معه الكلام. الصمت مخيف لأنك لاتعرف ما هو مختبىء وراءه، وهو عميق
أمام الأمور السطحية التي لامعنى لها وهو الأداة التي يستخدمها الأقوياء
أحيانا للرد على تفاهات ينطق بها الآخرون. أما بالنسبة للمرأة فهو سلاح
يجعل الرجل يعلن الاستنفار الكامل بانتظار اتضاح نتائجه.
صمت المرأة أداة فعالة للتواصل مع الآخر:
قالت مجلة /فوفوكا/ البرازيلية التي تعنى بشؤون المرأة والمجتمع بأن طبيعة
المرأة هو حب الكلام وطرح الأسئلة والاستفسار عن كل صغيرة وكبيرة ولذلك
فان الصمت يعتبر غريبا على المرأة في كثير من الأحيان، أو بالأحرى فان
الرجل يجد الصمت صفة دخيلة على المرأة. فالرجل هو الذي يصمت وهو الذي يجعل
المرأة تشعر بالغضب من هذا الصمت ولكنها تقبله ولكن في المقابل فإن الرجل
إذا تحدث ووجد المرأة صامتة فان دقات قلبه تتسارع ويبدأ نوع من الخوف يخيم
عليه لأنه لايقبل صمت المرأة ان كان هو المتحدث.
وأضافت
المجلة في مقال كتبته آنا ماريا جيزوس /36 عاما/ الأخصائية بعلم الاجتماع
والمحاضرة في جامعة /يونيبان/ البرازيلية في مدينة ساو باولو بأن صمت
المرأة قد يكون الرد الوحيد على توبيخات لامعنى لها من الرجل لأن رد من
جانبها قد يعقد الخلاف ويزيد من حدة الانتقادات التي يوجهها الزوج لزوجته.
وتابعت
تقول انه على الرغم من أن هذا الصمت يغيظ الرجل في كثير من الأحيان فان
السكوت قد يعني شيئين بالنسبة للرجل، اما أن المرأة قبلت توبيخاته
وانتقاداته أو أنها صمتت لتفادي تأزيم الموقف وكلا الأمرين يعتبر انتصارا
بالنسبة للرجل. وفي هذه الحالة فان صمت المرأة قد يمثل أداة فعالة للتواصل
مع زوجها وتفادي ماهو أسوأ.
صمت المرأة محاولة لفهم الآخر بشكل أفضل:
وقالت /آنا ماريا/ ان صمت المرأة أمام الرجل في كثير من المواقف يعتبر
محاولة لفهمه لأن الاستماع للآخر والتأمل في شخصيته يساعدان على فهمه بشكل
أفضل. وأضافت بأنه لذلك فان المرأة تعمد للصمت كوسيلة لتحليل الأمور في
ذهنها قبل اطلاق حكم على الآخرين.
وأشارت
الى أنه في أحيان كثيرة فان المرأة تحتار في فهم حديث أو محاولة أو تعبير
من الرجل وهذا يجعلها تلجأ للصمت من أجل فهم المقاصد والمعاني لتفادي
الوقوع في الأخطاء، وبخاصة اذا كان للرجل نوايا خبيثة، والمقصود هنا ليس
الزوج وانما شخض تعرفت عليه المرأة لبناء علاقة معه قبل الزواج. وأكدت بأن
الصمت يفيد كثيرا في فهم الآخرين لأن الأخذ والعطاء ان لم يكونا متكافئين
فان النتيجة، أو بالأحرى نتيجة الحديث والنقاش، تكون عقيمة.
وتابعت
تقول ان المرأة تخشى ذكاء الرجل والعكس صحيح أيضا، لكن ثبت بأن المرأة
أذكى في العلاقات الانسانية وتستطيع أن تمارس صمتا يكون مفيدا لها لتفادي
الوقوع في المطبات، أما الرجل فهو لايتوانى عن اظهار شخصيته دون أن يعلم
بأن المرأة ذكية وتستطيع فهمها "على الطاير" بقليل من الصمت الذي وصفته
الكاتبة بـ "الصمت الدبلوماسي" الذي لايستطيع الرجل ممارسته اذا كانت له
غاية مع المرأة.
صمت المرأة يفيدها في فهم نفسها أكثر:
أوضحت /آنا ماريا/ بأن صمت المرأة مع ذاتها أحيانا يساعدها على فهم نفسها
بشكل أفضل. ولذلك من المفيد أن تخلد المرأة للصمت في بعض الأحيان للتفكير
في نفسها ومواقفها واجراء مراجعة لبعض المواقف التي مرت بها وتمر بها كل
يوم لمعرفة مااذا كانت قد تصرفت بشكل صحيح خلال مسيرة حياتها اليومية.
وقالت ان الصمت لحظة هامة للانعكاس، أي انعكاس ردود الأفعال التي بدرت منها
للتفكير فيها بشكل أعمق. وأضافت بأننا نظهر الكثير من ردود الأفعال الآنية
ولكن الصمت مع الذات يساعد على اعادة النظر في ردود الأفعال هذه للاستفادة
من نقاط الخلل فيها لكي نتجنب تكرارها في مناسبات أخرى.
صمت المرأة يفيد في تقدير نفسها بشكل أفضل:
أكدت الأخصائية البرازيلية بأن صمت المرأة بين الحين والآخر يعتبر من أكثر
الوسائل فائدة لتقدير نفسها من حيث معرفة الايجابيات والسلبيات الموجودة
في شخصيتها والعمل عبر صمت داخلي على تحليل الأسباب التي تجعلها عرضة
للانتقادات أو مثار اعجاب من قبل الآخرين.
صمت المرأة سلاحها :وأخيرا
أكدت /آنا ماريا/ بأنه ثبت بأن أكثر مايخشاه الرجل في المرأة هو صمتها
لأنه غير قادر على استيعاب ما تفكر به المرأة ويخشى من أن يكون هذا الصمت
دليلا على عدم الرضاء عن رجولته وهو الشيء الذي يخشى الرجل من أن ينال منه
من قبل المرأة.
وقالت
أيضا بأن الصمت يولد الصمت أحيانا، واستخدام المرأة الصمت لهذا الغرض يفيد
في تهدئة جدال ساخن مع الرجل. وأضافت بأن الرجل يتظاهر بأنه لايحب رد
المرأة على انتقاداته أو الدفاع عن نفسها بالكلام ولكنه لايتحمل كثيرا
الصمت الذي تمارسه المرأة في هذه المواقف. وفي هذه الحالة يصمت هو الآخر
ويحاول قسرا أن يهدىء نفسه ليجعل المرأة تتكلم. فان وجد ذلك الصمت لايمس
أمورا حساسة عنده كرجل فان باله يهدأ وبذلك تحرز المرأة انتصارا بصمتها
الحازم.