[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]في الخامس والعشرين من ايار من كل عام يحتفل الأردن بعيد الاستقلال، تلك المناسبة المجيدة التي حقق خلالها الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني إنجازات سياسية وإعلامية واقتصادية وثقافية تعتز بها الاسرة الأردنية لكونها شملت مختلف المحافظات والمواطنين، لا سيما وأن هذه المناسبة تعتبر تجديداً للثورة العربية الكبرى وواقع وطموح شعبنا الأردني الذي محض جلالته كل الحب والتقدير.
هذا اليوم يمثل صفحات حافلة بالأحداث لتسجيل تاريخ هذا الشعب عبر ملحمة التحدي ونموذج الإرادة التي ساهمت في كل بناء داخلي وكل تجمع عربي فاعل.
لقد جسد جلالته الديمقراطية في الأردن وأرسى تأكيد الأردن على الإلتزام لتحقيق التضامن العربي ورص الصفوف العربية وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للأخرين فضلاً عن دور جلالته الذي نستذكره بهذا اليوم في الإصلاحات الإقتصادية والبناء والتنمية الشاملة و توفير الأمن والإستقرار في مختلف المجالات.
ويمكنني القول أن الملك عبدالله الثاني بفضل سياسته الحكيمة سواء الوطنية اوالخارجية فقد أكسب الأردن مكانة مرموقة بين الأمم والدول نظراً لسياسته المتوازنة ومصداقيته في التعامل مع مختلف القضايا الثنائية والإقليمية والدولية لمواجهة مستجدات الوضع العربي الراهن بعمل جاد وفعال وبروح أخوية صادقة وبأسلوب المصالحة العربية وفى استمرار الممارسات الإسرائيلية البربرية ضد الشعب الفلسطيني.
وهذا اليوم صنع بداية مرحلة جديدة ومجيدة في تاريخ الأردن لتحقيق الكثير من المكاسب والإنجازات التي كانت موضع الفخر والثناء... خاصة هذه المناسبة الوطنية التي تمثل طموحات وتطلعات الأسرة الأردنية في النهضة لتعزيز الثقة بالمستقبل فضلاً عن بناء جلالته للشباب والوطن عن طريق المشاركة الواعية في مناحي الحياة ....
فهذه المناسبة التي انطلقت في الخامس العشرين من عام 1946 تمثل إرادة ونهضة شعب كبير أسهمت قيادته الحكيمة بدعم الأشقاء في فلسطين ولبنان في السراء والضراء وحرصت على الدفاع عن هذا الوطن وتقديم كل الدعم والمساعدات للبنان لتخطي المشكلات والمحن التي مرت به وتمكينه من النمو والتطور على كافة المستويات.
وفي هذا اليوم المجيد نستذكر جهود جلالته من أجل العمل على وحدة العراق أرضاً وشعباً فضلاً عن رسالته القومية التي أطلقها من ان العراق الأمن المستقر هو إضافة للأمن القومي والأردن الذي حباه الله قيادة حكيمة وأسهم في جمع الصف العربي والإسلامي في هذه المرحلة التي يواجه العالم فيها مخاطره .. حيث حرص قائد مسيرة هذا البلد على نبذ العنف وكل أشكال الغلو والتشيج منطلقاً من مسؤولياته الجسمية في تفقيل حوار الحضارات والتأكيد على سماحة الإسلام ووسطيته وإعتداله وضرورة التعايش السمعي بين مختلف الأديان وترسيخ مشاعر المخبة والسلام بين البشر.
وفي هذا اليوم المجيد، نستذكر أيضاً الدور الإقتصادي الكبير والمكانة الكبيرة والمنزلة الرائدة للأردن في عقد اللقاءات العربية والأجنبية على ثرى أراضيه، وبخاصة المنتدى الإقتصادي العالمي الذي شهد زعماء العالم للاردن دوره الإيجابي والطليعي ومسيرته الكبيرة في دعم الأمن الإقليمي وبناء صرح التكامل الإقتصادي والإجتماعي بما يحقق آمال وطموحات الشعوب في الإستقرار.
لقد أكد جلالته أهمية جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل بما فيها منطقة الخليج العربي وأكد إلتزام الأردن بمبادرة السلام العربية التي افرزتها قمة بيروت عام 2002 والتي تنطلق من قرارات الشرعية والدولية كما أشاد زعماء الدول الذين شاركوا في إجتماعات مؤتمر دافوس فى البحر الميت بالاسبوع المنصرم بمواقف جلالته القومية كما قال لي الشيخ ناصر محمد الاحمد الصباح رئيس وزراء الكويت الذى ثمن هذه السياسة الأردنية في حل النزاعات بالحوار والطرق السلمية والوقوف الى جانب الحق والعدل.
ولم يكن مستطاعاً أن يتحقق هذا النهج في الإنجازات الكبيرة العملاقة والتحولات الجذرية في جميع مجالات التقدم العمراني والصحي والثقافي والإجتماعي والتغير في ملامح هذه الأرض الطيبة إلا من خلال رغبة القائد في عصرنة هذه الدولة في إتجاه التطوير والتحديث لتكوين صورة مشرقة للدولة التي أصبحت نموذجاً في النمو والتطور.
ويمكنني القول أنه لا بد من الإشارة في هذه المناسبة الى ان جلالة الملك يتميز أسلوبه في الممارسة الديمقراطية وتطبيق مبادئ الشورى بين المواطنين ونهج القدوة في القيادة حيث يقوم على استنهاض الهمم واستنفار الروح الوطنية للمشاركة في مسؤوليات العمل الوطني..
ولعل نهج الشورى لجلالته يتسم أيضاً في حرصه على اللقاء المباشر مع المواطنين في مواقعهم وبواديهم ومدنهم من خلال جولاته الميدانية المنظمة لأرجاء الوطن للإطلاع على احتياجات المواطنين والنهوض بمرافق الدولة وتدعيم أسسها وبنيانها لبناء دولة عصرية متقدمة يفخر بها أبناؤها ..
فهذا النهج عند- آل هاشم – كابرا عن كابر ينبع من إيمان راسخ بالعقيدة والقيم الاسلامية والوضوح والثبات في فهم وإدراك عميقين لمجريات الأحداث ورؤية ثاقبة للمستقبل.
لقد حقق الأردن خلال السنوات الماضية، أي منذ عهد الإستقلال وحتى يومنا هذا، اي منذ الراحل الكبير الملك عبدالله مؤسس هذه الدولة، قفزة نوعية في المجالات الإعلامية سواء على المستوى المهني او التقني او الأداء الصحفي المميز بفضل السياسة الحكيمة لجلالة الملك الذي قال للصحفيين "ان سقف حريتنا الصحفية هو السماء"، خاصة وأن في الأردن مؤسسات إعلامية مميزة لعبت دوراً بارزاً في تسليط الضوء على مواقف الأردن الوطنية والقومية.. كما قامت هذه الأجهزة الإعلامية بتجسيد هذه الرسالة بالمساهمة في التعريف بالأردن وإبراز مواقفه تجاه مختلف القضايا ومنجزاته في الخارج كما أسهمت المؤسسات الإعلامية الأردنية في النهوض يصناعة الاعلام بإستخدام أحدث تقنيات الإتصال والمعلومات والطباعة في العالم. كما تبوأ الأردن مكانة مرموقة في مجال حقوق الملكية الفكرية مما جعلها في موقع الريادة.
فهنيئاً للاسرة الاردنية بعيد استقلالها ومزيداً من الإنجازات الكبيرة على دروب الخير والعطاء والإزدهار بقيادة جلالته الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه.