من أعلام الموسيقى...أحمد المصرى ( 1920- 2000)
فى الساعة الثالثة من صباح يوم الثلاثاء التاسع من مايو عام 2000, رحل عن دنيانا العالم والموسيقى الكبير الأستاذ أحمد المصرى عن عمر يناهز واحد وثمانون عاما. فخسرت بذلك الحياة الموسيقية المصرية والعربية خسارة كبيرة نحن نؤمن بالطبع بأن لكل أجل كتاب, ولكن الخسارة هنا مزدوجة تتمثل فى فقدان الصديق العزيز والأخ الحبيب بالإضافة إلى فقدان عطائه الفنى الذى كان منهمراَ على الحياة الموسيقية المصرية والعربية. لقد كان الأستاذ أحمد المصرى –رحمه الله- نسيج وحده نادر فى كل تصرفاته ومواقفه الشجاعة فى إبداء الرأى والتعبير عما يعتقد أنه الحق. رحمه الله رحمة واسعة وأسأل كل من يقرأ هذه الكلمات أن يقرأ له الفاتحة.
ولد أحمد المصرى أول يناير عام 1920, ونشأ فى بيئة مصرية صميمة, برغم الثقافة الفرنسية التى كانت غالبة فى الأسرة. نظرا لاقامة والده ووالدته لسنوات طويلة فى فرنسا وقد اتجه أحمد المصرى لدراسه الموسيقا بترتيب قدرى عجيب. فقد بدأ حياته الدراسية كأى طالب مصرى عادى, وعاش جزءاَ كبيراَ من حياته فى ريف مصر, وأنتقل إلى عدة أماكن بإعتباره ابن أحد كبار موظفى الدولة, فعاش فى كل من بنها والفيوم ودسوق, ثم استقر به المقام أخيرا فى مدينة القاهرة.
وطوال الوقت لم تكن الموسيقا بعيدة عنه, فقد درست والدته الموسيقا فى كونسيرفتوار باريس, فكانت تجيد عزف آله البيانو, وكان من الطبيعى أن يستمع أحمد المصرى فى منزله إلى مؤلفات البيانو لكبار المؤلفين الموسيقيين الأوربيين أمثال (شوبان ومندلسون وبيتهوفن ). وبجانب هؤلاء كان يستمع الى أعمال سيد درويش ومعاصريه من خلال الاسطوانات وجهاز الجراموفون. وهكذا كانت ثقافتة الموسيقية متوازنة بين الموسيقا الأوربية والموسيقا العربية وبعد ذلك جاء دور الراديو الذى أفاد منه أحمد المصرى إلى ابعد الحدود, فقد كان دائم الاستماع إلى الإذاعات الأوربية على الموجة القصيرة, وبذلك أتيحت له الفرصة للاستماع إلى الموسيقى الجيدة التى تقدم فى جميع أنحاء العالم, كما ساعده ذلك على إتقان اللغة الانجليزية. وهكذا كانت الموسيقا تحيط به من كل جانب .
"الحادثة التى غيرت مجرى حياته"
فى حوالى عام 1963 كان أحمد المصرى فى السادسة عشرة من عمره, ويدرس فى مدرسة دسوق الثانوية, وفى إحدى حصص الكيمياء وبينما كانوا يقومون بتحضير أحد المركبات الكيميائية تصاعد بخار من أنبوبة الأختبار (يعتقد انه كان حمض الكبريتيك ) وكان ذلك فى أحد أيام الآحاد, واستنشق أحمد المصرى ذلك البخار, وفى اليوم التالى شعر بتدهور حالته الصحية وبعدم قدرته على التنفس, وتم علاجه على أنه أصيب بحالة ربو شديدة واستمر تحت العلاج لمدة سبع سنوات, فكان طوال تلك السنوات يظل طريح الفراش لمدة خمسه وعشرين يوما كل شهر, ويكون قادرا على الحركة لمدة خمسة أيام فقط
ولاحظ أنه فى فترة بقائه فى الفراش, كان الألم يخف عنه عندما يستمع إلى الموسيقا.
وبالطبع اجبر على ترك المدرسة, وأتجه إلى دراسة الموسيقا وتعلم عزف آلتي البيانو والكمان. وعندما كانت حالته الصحية لا تسمح له بممارسة العزف, كانت والدته تعزف له على البيانو أو يستمع الى الاسطوانات أو الى جهاز الراديو. وكان أحمد المصرى بطبيعته ميالا للنواحي الثقافية, وخاصة أن المنزل كانت به مكتبة عامرة بالكتب, ولكنها لم تكن كتبا موسيقية, فاشترى كتاباَ عن "مبادئ الموسيقا " لمؤلف أسمه "أورلاندو مانسيفيلد", وكان ذلك – كما ذكر – فى الثالث من يناير عام 1930. واحتوى الكتاب – مثل اى كتاب – على أسماء كتب أخرى, سجل أسماءها وحاول شراءها. وكان فى ذلك الوقت مقيماَ فى مدينة دسوق, فسافر إلى القاهرة وأشترى ما أستطاع شراءه من الكتب, وتعرف على صاحب مكتبة "كالدرون" الذى تطوع أن يحضر له مايريد من الكتب من الخارج. كل ذلك دفعه أن يقرأ بنهم, فبعد أن كان يقرأ ساعتين أو ثلاثة يوميا صار يقرأ حوالى عشرين ساعة. وأستحوذت القراءة على كل اهتمامه, ونظم حياته خلال الأيام الخمسة التى كان يمكنه التحرك خلالها, فكان يسافر القاهرة, ويشترى الكتب الموسيقية التى يريدها "عشرين أو ثلاثين كتابا" وثالث أو رابع يوم يذهب إلى السينما مع بعض أقاربه المقيمين فى القاهرة , وفى اليوم الأخير يعود مسرعا الي مدينة دسوق قبل أن تهاجمه ازمة الربو, ويقضى بقيه الشهر طريح الفراش يقرأ فى تلك الكتب .... وهكذا .
ولم يكن المصرى يقرأ الكتب لمجرد التسلية, وإنما كان يقرؤها قراءة دراسة وتمحيص. وبذلك أستطاع أحمد المصرى أن يلم بالعلوم الموسيقية التى يصعب على الشخص العادى دراستها بمفرده, مثل الهارمونى والكونترابونط والكتابة الاوركسترالية وغيرها. ولما رأت أسرته تعلقه الشديد بالموسيقا وخشيت أن ينجرف إلى احترافها والتى لم يكن للعاملين فيها آنذاك قيمة اجتماعية فوظفوه فى مصلحة البريد عام 1946, وعمل فى إدارة شئون العاملين بمقر الهيئة بالعتبة. وتصادف أن تعرف عليه فى ذلك الوقت استاذ الهارمونى المصرى المعروف يحيى الليثى وبعد أن تبين المستوى العلمى لأحمد المصرى أصر الأستاذ الليثى ان يلتحق ببرنامج كلية ترينتى التى كانت تجرى آنذاك فى كلية البنات الأمريكية التى كانت تقع بجوار منزل أحمد المصرى. وكانت مناهج كلية ترينتى تتكون من تسع شهادات, فتقدم المصرى للحصول على الشهادة الأخيرة "التاسعة" ونجح فيها بتقدير جيد جدا, وبرغم ذلك لم يفكر مطلقا فى احتراف الموسيقا.
وفى عام 1953 دعى أحمد المصرى لكتابة أحد البرامج الموسيقية "باللغة الانجليزية" للبرنامج الأوروبى بالأذاعة المصرية. وحاول بعض الأنجليز العاملين فى الاذاعة آنذاك خلق الصعوبات أمامه حتى لا يخرج البرنامج الى النور، ولكن قامت كل من السيدة / سعاد كامل, والسيدة / لبنى عبد العزيز, بتذليل كل الصعاب, وتم تقديم البرنامج وكان عن "أشهر قادة الأوركسترا " فى يناير 1954. وفى الشهر التالى تم نقلة من هيئه البريد إلى مراقبة الموسيقا بالأذاعة المصرية بناء على أوامر من السيد / صلاح سالم عضو مجلس قيادة الثورة, والذى كان مسئولا عن الاذاعة فى ذلك الوقت .
وهناك عمل أحمد المصرى مع الفنان / محمد حسن الشجاعى, الذى كان مؤلفا موسيقيا وقائدا للأوركسترا. وتكونت مراقبة الموسيقا والغناء فى الاذاعة المصرية من كل من "محمد حسن الشجاعى وأحمد المصرى ومحمد عوض" بالإضافة إلى كاتب على الآلة الكاتبة. وقامت الثورة بدعم الاذاعة بكل الامكانيات المالية والفنية, واستقر الرأى على أن تفتح الإذاعة لجميع الثقافات وطلب من أحمد المصرى تقديم برامج موسيقية باللغة العربية وبالفعل بدأ فى كتابة المادة العلمية لسلسلة من البرامج الموسيقية للاذاعة, وكان أولها برنامج "روائع النغم " الذى أذيعت أولى حلقاتة بإذاعة البرنامج العام يوم 22-2-1954 وأستمر يكتبه بعد ذلك لمدة خمسة وعشرين عاما متواصلة. وتوالت برامجه الموسيقية الأذاعية فكتب أحمد المصرى المادة العلمية لبرامج "صور وشخصيات موسيقية" و"ألحان من الشرق" و"ألحان من الغرب " وبرنامج "ألحان الحرية" الذى قدم أثناء العدوان الثلاثى على مصر عام 1956, وقدمه كلا من جلال معوض, وعباس أحمد, كما كتب أحمد المصرى المادة العلمية لبرنامج "سؤال موسيقى" بإذاعة البرنامج الثانى "الثقافى حاليا ".
وبالإضافة إلى ذلك فقد عمل الأستاذ أحمد المصرى كمسئول عن الموسيقا فى الاذاعة, أوقاتاّ ثابتة فى ساعات إرسال البرنامج العام لإذاعة المؤلفات الموسيقية البحتة, وكانت تقدم فى فترات كل منها ربع ساعة, وخلال اليوم كان يصل مجموعها الى حوالى ساعة ونصف. وكانت الإذاعة المصرية قد أنشأت فى عام 1951 أوركسترا صغير مكون من "45" عازفاَ, وكذلك كونت فرقة للموسيقا العربية تضم حوالى 30عازفاَ، وبعد عام 1952 كان وجود الأوركسترا فى الاذاعة حافزا للمؤلفين الموسيقيين المصريين على كتابة أعمالهم, فقد وجدوا أخيرا النافذة التى يعرضون أعمالهم من خلالها. وكان المؤلفون فى ذلك الوقت يكلفون بكتابة المؤلفات, وتم إقتراح بعض الصيغ الموسيقية الأوروبية التى يمكن الاستفادة منها, مثل القصيد السيمفونى والرابسودية وغيرها. وفي ذلك المناخ الذى شجع الإبداع الموسيقى على أوسع نطاق. وفى تلك الفترة ظهر مؤلفون أمثال "ابراهيم حجاج, فؤاد الظاهرى, على اسماعيل, عبد الحليم نويرة, عزيز الشوان, على فرج, على اسماعيل,عطية شرارة" وغيرهم .
وقد عمل الأستاذ أحمد المصرى كمسئول عن الموسيقا فى الاذاعة المصرية ليقدم حفلات عامة, بدلاَ من أن يقتصر عمله على التسجيل داخل الأستوديوهات فقط. وبرغم العقبات التى قابلته فقد انتصر فى النهاية وكان له ماأراد. وقدم أوركسترا الاذاعة المصرية حفلة الأول فى دار أوبرا القاهرة "القديمة" يوم 22-11-1954 وكان تحت قيادة / عبد الحليم على. وكتب الأستاذ أحمد المصرى شرحا وتعليقا على برنامج الحفل. واستمرت الحفلات الخارجية مرة كل اسبوعين, حفل يقدمة أوركسترا الاذاعة, وحفل تقدمة فرقة الموسيقا العربية. وكانت الحفلات تقدم فى قاعة ايوارت التذكارية الجامعة الأمريكية بالقاهرة , وقاعة الاحتفالات الكبرى بجامعة القاهرة .
وفى تلك الفترة حدث ازدهار ونشاط موسيقى كبير. وفى تلك الفترة أيضا عمل أحمد المصرى محررا موسيقيا بجريدة الشعب التى أصدرها السيد / صلاح سالم
وفي عام 1956 تقرر تحويل أوركسترا الإذاعة المصرية إلى أوركسترا كبير له وزنه الفنى وتولى قيادتة القائد الأجنبى "فرانز ليتشاور", ومن بعدة تولى القيادة قائد الأوركسترا اليوغوسلافى "جيكازدرا فكوفيتش".
وفيما بعد كان قائد الأوركسترا المصرى الوحيد الذى عمل فى الأوركسترا فى ذلك الوقت, هو الفنان / أحمد عبيد.
وقال الأستاذ أحمد المصرى معلقا على نشأة المدرسة الموسيقية المتطورة فى مصر, انها قامت على عنصرين هما :
الأول :هواة الموسيقا من الاثرياء, نظرا لأن الموسيقا مكلفة فى دراستها وفى تقديمها, فقد كان هؤلاء الأثرياء يكتبون المؤلفات ثم يجمعون الأوركسترا على نفقتهم الخاصة, ويقدمون أعمالهم.
الثاني : خريجوا مدارس القوات المسلحة الذين لعبوا دورا جوهريا فى الحياة الموسيقية المصرية برغم انهم كانوا لا يملكون الأموال اللازمة لجمع الفرق على نفقتهم لتقديم أعمالهم وعندما أنشئت الإذاعة المصرية الرسمية فى عام 1934, وجد الموسيقيين المصريون فرصتهم الذهبية, فقد خصصت فقرات ثابتة ليقدمها أوركسترا كل من "محمد حسن الشجاعى , عبد الحليم على, عبد الحميد عبد الرحمن, محمود عبد الرحمن "
الذين كونوا تلك الأوركسترات لممارسة عملهم كموسيقيين محترفين, ولكن مع قيام الإذاعة المصرية الرسمية, قاموا بتقديم المقطوعات الموسيقية بالإضافة إلى بعض المؤلفات الأوروبية .
وبهذا بدأ الجمهور يشعر بوجود الموسيقا البحتة, ومع إنشاء إذاعة البرنامج الثانى "الثقافى حاليا" بالإذاعة المصرية فى 5 مايو 1957 أتيحت الفرصة للموسيقا المصرية المتطورة ليعرفها الجمهور الذى لم يكن لدية أدنى فكرة عنها.
وفى عام 1959 تم نقل أوركسترا الإذاعة إلى وزارة الثقافة للعمل فى دار أوبرا القاهرة القديمة وصار أسمه أوركسترا القاهرة السيمفونى. واستمر الأستاذ أحمد المصرى فى كتابة التعليقات على برامج حفلات الأوركسترا, التى كانت ومازالت مدرسة متفردة لنشر الثقافة الموسيقية بين محبى ودارسى الموسيقا فى مصر, ولمدة تزيد على الأربعين عاما متواصلة والجدير بالذكر أن أستاذ أحمد المصرى – رحمه الله – قد كتب التعليقات على برامج الحفلات وسلمها لادارة الأوبرا, حتى نهاية يونيو 2000 برغم وفاتة فى التسع من مايو 2000 حيث كان قد كتبها فى وقت سابق .
فى عام 1960 نشر الأستاذ أحمد المصرى كتابين لهما قيمة فنية وعلمية كبيرة, الأول عن مؤلف الموسيقا الايطالى "جوزيبى فيردى", والثانى عن مؤلف الموسيقا "بيتر تشايكوفسكى" وفى عام 1966 نقل أحمد المصرى من الإذاعة المصرية الى دار الأوبرا القديمة فتقلصت البرامج الموسيقية البحتة فى الاذاعة اليومية. وعمل المصرى مديراَ فنيا للأوركسترا,
كما عمل مديراَ لمركز تدريب المواهب بالأوبرا, والذى كان نواة لإنشاء فرقة أوبرا القاهرة بعد ذلك. وقدم المركز أول أوبرا بعناصر مصرية بحتة.
وفى عام 1968 مثل احمد المصرى مصر فى مؤتمر الموسيقا العربية الذى انعقد بمدينة القاهرة. وفى عام 1970 اشترك فى تأليف "كتاب محيط الفنون" الجزء الثانى "الموسيقى" الذى صدر عن دار المعارف, وكتب المصرى فيه فصلا عن "الموسيقا فى العصر الكلاسيكى وابتداء من عام 1973 وحتى يناير 1998 , كتب أحمد المصرى كل التعليقات التى كانت تقرأ قبل إذاعة المؤلفات الموسيقية التى كانت تقدم فى اذاعة البرنامج الثانى. وفى عام 1998 أشترك أحمد المصرى فى تاليف كتاب "التأليف الموسيقى فى مصر" الذى صدر عن سلسلة "بريزم" التابعة لإدارة العلاقات الثقافية الخارجية بوزارة الثقافة.
وكتب الأستاذ أحمد المصرى فى العديد من المجلات المتخصصة, فنشر عدداَ من الدراسات الموسيقية القيمة التى تعتبر مرجعا مهما لكل محب ودارس لفنون الموسيقا. وقد أورد فى بعض تلك الدراسات آراء جديدة تماما فى العديد من المفاهيم الموسيقية المستوردة منذ سنوات طويلة. ومن تلك المجلات نذكر "مجلة الفن الاذاعى, المجلة الموسيقية, مجلة الفنون"
وعلى الجانب الأكاديمى فقد قام الأستاذ أحمد المصرى بالتدريس فى المعهد العالى للسينما بأكاديمية الفنون بالقاهرة مابين عامى "1965-1972", وفى المعهد العالى للموسيقا العربية بأكاديمية الفنون مابين عامى"1980-1986" .
وكذلك قام بالتدريس فى الدورات التى كانت تنظمها الثقافة الجماهيرية لموظفيها, بالإضافة إلى المحاضرات التى لا حصر لها التى كانت يقدمها فى قصور الثقافة وخاصة قصر ثقافة الأسكندرية.
ولم يتوقف عطاء الأستاذ أحمد المصرى عند هذا الحد, بل إنه فتح بابه لمساعدة كل الدارسين لمرحلة الماجيستير والدكتوراه فى المعاهد الموسيقية المصرية لوجة الله تعالى وبدون أى مقابل على الإطلاق. فقد كانت مكتبتة عامرة بأحدث المراجع العالمية التى لا تتوفر للمكتبات الحكومية فى كافة الجهات .
وهكذا نجد أن هذا العالم الموسيقى العملاق قد عاش رحلة من العطاء لا حدود لها لوجه الله تعالى, لمساعدة كل محب ودارس للموسيقا فى مصر والعالم العربى .
وبعد إحتراق دار أوبرا القاهرة القديمة فى "28-10-1971" أسندت مهمة الإشراف على حصر أنقاضها للأستاذ أحمد المصرى نظراَ لأمانته المطلقة التى اشتهر بها. وكان من نتيجة إرهاقه الشديد فى ذلك العمل أن سقط مريضا وأصيب بذبحة صدرية, اضطر بعدها إلى التزام منزله, وظل لأكثر من ربع قرن لا يتوقف عن العطاء الفياض, حتى إن داهمه المرض فى سنواتة الأخيرة, فأجرى العديد من العمليات الجراحية, والتى كان من نتيجتها إصابته بشلل نصفى, ألزمة الفراش حتى وافاه الأجل المحتوم فى الثالثة فى صباح يوم الثلاثاء "9-5-2000" عن واحد وثمانين عاماَ .
المصدر/كتاب درسات موسيقية و كتابات نقدية
الهيئة المصرية العامة للكتاب
بقلم/د. زين نصار