العوامل المسببة لمرض السرطان
1. العوامل الفيزيائية
إن التعرض المفرط لضوء الشمس هو من العوامل الهامة للتعرض بالإصابة بسرطان الجلد. كما أن التعرض للإشعاعات الأيونية من أنواع مختلفة يزيد إلى حد بعيد من خطر الإصابة بالسرطان. فوجود اللوكيميا leukemia (سرطان مجموعات خلايا الدم البيضاء) ازداد بشكل هائل بين الناجين من القنبلة الذرية وقد ظهر فيهم المرض في فترة السنوات الثلاث إلى الخمس التي تبعت تعرضهم للانفجار.
ففي السنوات الأولى لتطوير تكنولوجيا أشعة أكس X ray لم يكن الفيزيائيون الذين يعملون في مجالها على معرفة جيدة بمخاطر هذه الأشعة. ولم يتوخوا نفس الحذر قي استعمالها كما يفعل علماء الأشعة اليوم. وكان أمثال هؤلاء الفيزيائيين معرضين للإصابة باللوكيميا بنسبة نبلغ 10 مرات نسبة الإصابة بين الفيزيائيين عامة.
والتدخين لا سيما تدخين الغليون، هو عامل معترف به من عوامل الإصابة بسرطان اللثة واللسان وسطح الفم. كذلك فإن مجموعات الخلايا المعرضة للنهج المستمر في مختلف أنحاء الجسم مهددة أكثر من غيرها بالإصابة بالسرطان. وتشمل هذه العوامل التي تزيد من احتمالات الإصابة بالسرطان آثار الجروح الناتجة عن الإهتراء، والحصى الصفراوية التي تهيج نسيج المرارة وحصى الكلى والذي يؤثر على أنسجتها أيضا. كذلك فإن التهاب القولون المخاطي القرحي هو مهيج آخر، وإذ يجعل القولون أكثر عرضة للإصابة بالسرطان.
2. العوامل الكيميائية
يعرف عن الكثير من المواد الكيميائية الصناعية أنها تعرض للإصابة بالسرطان. فقطران الفحم ومستحضرات الكرييوسوت (سائل زيتي تستحضر بتقطير القطران) يستعملان في توليد سرطان الجلد عند الحيوانات في المختبرات، وبالتالي فإن لهما تأثير مماثل على العمال الصناعيين العاملين في مجالهما.
أما المستحضرات الزرنيخية فهي أيضا تسبب سرطان الجلد حتى وإن أخذت عن طريق الفم، كذلك فأصباغ الأنالين قد تؤدي إلى الإصابة بسرطان المثانة في حالة إذا تعرض لها الشخص باستمرار (ويفترض في هذه الحالة أن المثانة هي العضو المعرض للإصابة لأن المواد المسببة للسرطان يتم التخلص منها عن طريق البول).
وظهر مؤخرا اهتمام كبير بسبب الأدلة المتزايدة على استعمال هرمون الإستروجين الصناعي من قبل النساء المريضات يزيد من احتمال إصابتهن بسرطان المهبل وعنق الرحم. ومما أيد هذا الاهتمام ملاحظة كون البنات المراهقات اللواتي تلقت أمهاتهن الإستروجين الصناعي خلال أشهر الحمل الثلاثة الأولى معرضات أكثر من غيرهن للإصابة بسرطان المهبل وعنق الرحم. وهكذا يبدو أن هناك انتقال في التأثير من جيل إلى جيل.
والأشخاص الذين يشربون المشروبات الكحولية يصابون بالسرطان أكثر من الذين لا يشربونها مع أنه من الصعب تحديد التأثير الدقيق للكحول لأسباب عديدة. أولها أن الأشخاص الذين يتناولونها غالبا ما يكونوا من مدخني السجائر. وهكذا، فإنه عندما يظهر السرطان، لا يعود باستطاعتنا الجزم قيما إذا كان بسبب الكحول أو السجائر. وتدخين السجائر مسؤول عن 90% على الأقل من حالات الإصابة بسرطان الرئة الذي يسبب عددا أكبر من الوفيات بين الرجال مما يسببه أي نوع آخر من أنواع السرطان.
3. العوامل البيولوجية
هناك احتمال كبير في إمكانية حدوث السرطان نتيجة فيروس ما أو مجموعة فيروسات. وقد أجريت أبحاث كثيرة على أمل توضيح العلاقة ما بين الفيروسات والسرطان البشري، وليس هنالك مع ذلك في الوقت الحاضر دليل علمي واضح على أن الفيروسات هي العوامل النشطة التي تسبب الأنواع العادية من السرطان الذي يصيب البشر.
4. ظروف الحياة والصحة
هناك ظروف معينة في أوقات معينة في الحياة من شأنها تبديل وإبعاد إمكانية تعرض شخص ما للإصابة بالسرطان:
o العمر
إن الأمر المثير للدهشة هو أن السرطان يأتي في المرتبة الثانية بعد الحوادث من حيث أسباب وفاة الأطفال. وبالنسبة للبالغين، تزداد إمكانية الإصابة بالسرطان سنة بعد سنة. والعديد من العوامل المعرضة للإصابة بالسرطان تتطلب وقنا كي تسبب تغييرات معينة خبيثة في الخلايا الطبيعية.
o الجنس
إن سرطان الرئة يسبب أكبر عدد من الوفيات بين الرجال، في حين يسبب سرطان الثدي أكبر عدد من الوفيات بين النساء
o الزواج
إن سرطان الثدي أكثر شيوعا بين النساء الغير متزوجات منه بين المتزوجات، وكذلك فإن العمر الذي تحمل فيه الأم إبنها الأول يؤثر على إمكانية تعرضها لسرطان الثدي. فالمرأة التي تلد طفلها الأول قبل سن 25 تكون نسبة تعرضها للإصابة بسرطان الثدي أقل بكثير من المرأة التي تلد طفلها الأول بعد سن 35
أما بالنسبة للتعرض للإصابة بسرطان عنق الرحم فتأثير الزواج هو في الاتجاه المعاكس. فالنساء اللواتي يتزوجن في سن دون العشرين عاما معرضات للإصابة بسرطان عنق الرحم أكثر من النساء اللواتي يتزوجن في العشرينات من عمرهن أو اللواتي لا يتزوجن إطلاقا.
عامل هام
بالإضافة إلى العوامل المعرضة للإصابة بالسرطان التي ذكرناها أعلاه هناك ظرف آخر قد يغير اتجاه التيار بالنسبة لبدء ظهور السرطان. وهنا نشير إلى المقاومة الذاتية الطبيعية المتوفرة لدى الشخص. وهذا يشمل ما يسمى بجهاز المناعة، أي ذلك الشيء الذي يحافظ به الجسم على مناعته ضد المرض بأنواعه المختلفة. بما في ذلك السرطان. وهنا يكمن عنصر مهم، فالشخص الذي يبقي نفسه في حالة جيدة هو أقل عرضة للإصابة بالأمراض وربما شمل ذلك السرطان.
فالتركيز ينبغي أن يكون حول كيفية تجنب السرطان، وذلك يتطلب من الشخص أن يتجنب العوامل المعرضة والمسببة للسرطان حتى لا يصاب به وأن يعيش باعتدال وفقا للقواعد الصحية للمحافظة على لياقة أجسامهم.
منقول من موقع صحة
تحياااااتي منى بطاينه