هواء معلب شعر عبد الرحيم جداية

هواء معلب

شعر عبد الرحيم جداية

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

يا سيدي
هذا الهواء معلبٌ
والياسمين معلبٌ
وزجاجةٌ فيها الرضيع معلبٌ
وأضيقُ في صدر الوطنْ
وطني سجودٌ وانبثاقٌ للإله
وطني وفوقَ ترابه تعلو الصلاة
يا سيدي
لا حلم يرسم بهجتي
في غفلةٍ
بين الغيوم وفي الضلوعْ
وتخطُّ ما بين النجومِ متاعبي
ومتاعبي حبلى تذوبها المياهْ
لا حلم يرسمني فتسبقني الخطى
والحلمُ يرسم لونه بين الشفاهْ
هل كان يتبعني الصدى
ضاق المدى
والحلم تاهْ
يا سيدي
نبضي يرتل حبُّنا
وتضيقُ في النبض القلوب لحالمٍ
تهوي قلوبُ النجمِ في يدهِ
تبكي مزامير الحياة لهالكٍ
قد علّب التاريخ في صحفٍ
صفراء تحكيها الرواة
والحرف يبكي حلمنا
والسطر يرثي حلمنا
والنص يكوي وهمنا
هماً تساقط في غياب شموسها
وشموسها قبل المغيب تلونتْ
وتأوّهتْ في خدرهِ
لما شكاهْ
خوفا من الليل المؤجج بالقتامْ
حلَّ الظلامْ
فتغيب سيدةُ النهارِ..
بحالك الديجورِ تغزوها السهامْ
سهمٌ يعانق شرقها
سهم يقبلُ خدّها
سهمٌ يواصل غربها
والوهم علّب للمدى كلَّ اتجاهْ
ستٌ وجوه حكايتي
سبعٌ.. ثمانْ..
في كفها المسحور ألف حكايةٍ
والحزن كبّلها بقيدٍ من جوى
تبكي وينكرها السلامْ
في علبة الكبريت بعضُ عبيدها
يتشوقون لقبلة حمراءَ..
تسفكُ عالماً
أو تشعل الأحلام مثل سجائرٍ
خفقت بنبض حبيبها
فتناثر الدخانُ خيطا في عُلاهْ
أيكون هذا الشعر بعضَ دخانها
أيكون لحناً في مضاء زمانها
أيكون ناياً علّب الدحنون من أفنانها
أنكون نسل حكايةٍ
تمضي بها الأيامُ في تعبٍ
تمضي وتمضي.. لا تحط رحالها
ورحالنا الثكلى معطلة الرؤى..
تطوي جواه
يا سيدي
هذا الفؤاد معلبٌ
والنبضُ فيكَ معلبٌ
والشوقُ فيه معلبٌ
والحب فيكِ معلبٌ
حتى الترابُ معلبٌ
وتظل تطوي خوفنا
في صدرنا
لا تكتم الأوجاع
واطلق صرخة
تسبي مداهْ
في كل آهْ
واعلو بنا لو مرةً
لو مرةً تعلو بنا
تعلو الجباهْ






الخميس
16/ 12/2010م

صفحة الشاعر عبدالرحيم الجداية على الفيس بوك!

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذا الرابط]