أشتاقُ قاتلتي
ليلايَ، إنَّ هَوَاكِ صارَ مَذَاهِبا
ولَقيتُ مِنْ شوْقي إلَيْكِ عجائِبا
خاصمْتُ مُبْتَغِياً رضاكِ وسائِدي
والقلبُ فارَقَ أضْلُعاً وتَرائِبا
والدَّمْعُ فارقني بُعيدَ نفادِهِ
وأنا لهُ خِلَّاً وُلِدْتُ وصاحِبا
ذاكَ النَّهارُ قَدِ ادْلَهَمَّ ظلامُهُ
فغدا عليْنا عَتْمةً وغياهِبا
تلكَ السَّماءُ تكدَّستْ أحزانُها
تبكي علينا، ما تَذودُ سَحائِبا
وبدا الجمالُ تعاسةً وجنانُنا
صارتْ ردىً ومقابراً وخرائِبا
والهمُّ يقْتُلني عذابُهُ، إذْ سرى
كالسُّمِّ يغْرِسُ بالفؤادِ مخالِبا
كُنَّا معاً فحِسبْتُنا نبقى كذا
حتَّى إذا طالَ الفِراقُ حبائِبا
فرأَيْتُني حُزْناً أموتُ بُعَيْدَما
أَوْهَمْتِني مُلكاً هُنا ومَراتِبا
وبَقيتُ يا ليلى لعوْدِكِ راجياً
في بُكرةٍ وأَصيلِها، ومُراقِبا
ولَئِنْ نظرْتِ الجَفْنَ يا ليلى حسِبـْ
تِ لطولِ سُهْدي الجفْنَ أمْسى حاجِبا
حتَّى إذا طالَ الشَّقاءُ ملامحي
فتريْنني دوماً مريضاً شاحِبا
تلك الحُروفُ تراكمتْ بدفاتِري
فصففْتُها مِثلَ الجيوشِ كتائِبا
ما كنتُ يوماً لا أديباً راسماً
ما كنتُ يوماً شاعراً أو كاتِبا
فرسمْتُ مأساتي لعلَّكِ تفهميـ
نَ مشاعِري، شِعراً إليْكِ مُعاتِبا
حتَّى إذا باتتْ تفيضُ دَفاتِري
شعْراً على أطلالِ ليلى خائِبا
فقتلتِني شوقاً إليْكِ ولم أزلْ
رغم الهوانِ مُتيَّماً، بلْ ذائِبا
يا ليتني أقوى على نسيانها
وأعودُ يوماً عنْ هواها تائِبا